Friday 23 August 2013

اليوم سأسرد لكم قصة مؤثرة مقتبسة من احدى المدونات (مدونة المسعودى) و هى تعرض بعض من قسوة الحياة هناك على بعض الأشخاص فالعمل فى امريكا يعد العمود الفقرى للحياة هناك.. الانسان الذى لا يعمل لا يعيش و لا يستحق الحياة فهى دولة جميلة و ممتعة اذا كنت تعمل بجد و تأخذ راتب شهرى مجزى اما اذا لم تعمل بجد او تهاونت فى العمل فسوف تطرد منه و هذا اساس نجاح الحياة العملية هناك هذه مقدمة بسيطة عن ما ستسرده القصة


أول عمل حصلت عليه عندما هاجرت إلى أمريكا هو محاسب (كاشير) في محطة بترول، ولعل هذا العمل كان سبب رئيسي لتحطيم الصورة التي رسمتها هوليود في مخيلتي عن المجتمع الأمريكي، وأيضاً كان السبب في التزامي وتمسكي بالدين. ففي هذا العمل قابلت مختلف فئات المجتمع الأمريكي، رجال الأعمال، موظفين، طلاب، عاطلين، وحتى المتشردين. لكن من بين كل القصص والحوداث التي مرت علي، تبقى قصة موزع الجرائد أكثرها تأثيراً علي وهي القصة التي أفضل سردها لكل من يصل إلى أمريكا متحمساً لاهثاً وراء التأمرك دون أن يدرك الاختلافات الثقافية والاجتماعية الشاهقة بيننا وبينهم.
في الحقيقة، لا أستطيع أن أتذكر اسم ذلك الرجل المسن الذي كان يتردد على المحطة في فجر كل يوم، لكنه رجل في الخمسينات أو الستينات، مرح وبشوش، يمر على المحطة فجر كل يوم ليأخذ كوب قهوة قبل أن يبدأ بتوزيع الجرائد على عدة شركات، لديه سيارة بيك أب بيضاء كبيرة وحديثة يستخدمها في عملة. كان يمزح معي دائماً ونقضي حوالي ٥ أو ١٠ دقائق في الحديث معاً عن مواضيع مختلفة، كان يسليني لانه يأتي في وقت مبكر لا يوجد فيه أي زبائن آخرين.
أذكر في إحدى الأيام أنه جاء وكنت قد تأخرت في إنجاز مهامي في العمل، وكنت قلق لأن صاحب المحطة قد يصل قبل أن أكمل مهامي، فكان أمامي تجهيز عدة ساندوتشات للزبائن، وتعبئة الثلاجات بالعصائر، ومسح الأرض، وتعبئة أكياس الثلج، وتنظيف الحمامات، وتكنيس الشارع المقابل للمحطة.. إلخ. وجاء صديقي المسن وبدأ يمزح معي، لكني أبديت له بعض الجدية لكي يفهم بأني لا أستطيع أن أقضي معه بضع دقائق كالعادة للمزاح والحديث عن أمور مختلفة، ولكنه صدمني عندما قال كيف يمكنني مساعدتك؟ حاولت إقناعه ولكنه أصر، وبدأ تعبئة أكياس الثلج معي (وهذه هي أصعب مهمة في الحقيقة، خصوصاً في الفجر عندما يكون الجو بارداً). ارتحت لهذا الرجل كثيراً وبعد هذا الموقف زاد احترامي له من تواضعه وتعاونه.
استمرت صداقتنا، ولكنه فجأة اختفى لمدة شهر تقريباً، وبعدها زارني في أحد الأيام ماشياً غير راكباً، فسألته أين كان وأين سيارته، فأخبرني بأنها تعطلت، وأنه يحاول إصلاحها لكي يواصل العمل، وأخبرني بأن لديه مشاكل عائلية وأن زوجته تريد تركه وأن بنته قد غادرت المنزل مع صديقها. تعاطفت معه، شرب القهوة عندي وحاولت المزاح معه لأسلي عليه لكنه كان مكتئباً، ثم غادر.
غاب صديقي فترة أطول هذه المرة، وعندما زارني مرة أخرى، كان منظره غير لائق، ملابسه كانت متسخه، ويداه مسودتان، فسألته ما الذي حصل، أخبرني بأن زوجته اشترت منه سيارته وأصلحتها وغادرت المنزل، وأنه الآن وحيداً بدون عائلة، وأنه فقد وظيفته لأنه لا يملك سيارة، وأن صاحب المنزل قطع عنه الكهرباء لأنه لم يسدد الفواتير فأصبح يطهو طعامه بالشمع مما جعل يداه مسودتان. كان يكلمني بحرقه، اشتريت له القهوة هذه المرة وحاولت مساعدته قدر الإمكان، لكنه غادر.
بعد بضعة أيام، عاد لي صديقي المسن وهو متشرداً. فقد منزله، فقد عائلته، فقد وظيفته، فقد ماله، فقد جاهه واحترامه في المجتمع، حزنت عليه كثيراً. سألته عن أصدقائه وعائلته وجيرانه، هل يمكن أن يساعده أحد، أخبرني بأن الكل يبتعد عنه ويعتبره فاشلاً، صدمني هذا الشيء كثيراً فلم أكن أعرف تقاليد هذا المجتمع بعد. عرضت عليه أن يأتي معي إلى المسجد لكنه رفض أن يكون عالة علي، فهو يدرك بأن وضعي كان صعباً كطالب وعامل بسيط، حاولت مساعدته، ثم غادر.. صدمني هذا الموقف !
بعد أيام، وصلت على الباص العمومي إلى أمام المحطة، نزلت من الباص وبدأت المشي إلى المحطة، ولاحظت أن هناك شجار أمام بوابة سوبر ماركت المحطة. كان هناك شابين يمنيين يعملان معي في المحطة يتشاجران مع رجل متشرد. بدأت أصواتهم بالارتفاع وأنتهى الموقف بأن قام أحد الشباب بدفع الرجل المسن المتشرد بقوة فأنقلب على ظهره وسقط على الأرض وتلطخت ملابسه المتسخة ببقعة مياه كانت على الأرض. فقام وهو غاضباً، وصاح أنا رجل محترم، أنا شخص لي وقار، أنا لست متسكع، أنا لست متشرد، أنا إنسان محترم! ركضت بإتجاههم صائحاً وناهراً لزميلي، ولكنه أخبرني بأن هذا المتشرد كان يطوف داخل المحطة لمدة طويلة، وكان يبدو عليه أنه يحاول سرقة شيء ما فطرده. حاولت اللحاق بهذا الرجل المسن المتشرد – صديقي – ولكنه دفعني بكبرياء مجروح وظل يردد وهو مبتعداً عنا: أنا رجل محترم، أنا لست متسكع، أنا لست سارق، أنا لست متشرد، أنا إنسان محترم.. غادر.. ولم أره بعدها !
بسم الله الرحمن الرحيم

أبدأ مدونتتى عن الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية و ولاياتها و القصص فيها و أحسن الأشياء و أسوأ الأشياء فيها فإذا انطلقنا الى مدينة نيويورك فى اول الرحلة و نستقل سيارة الاجرة الى اى فندق لتستريح من متاعب السفر ثم تستعد للتنزه هناك فابدأ بشارع برودواى و هو من أشهر الشوارع فى امريكا و سيأخذك سحر هذا الشارع بما فيه من اعلانات و ازدحام و فيه احساس غريب بالبهجة و السعادة و هو فى منهاتن بنيويورك